هل تعلم ان
مسامحة الآخرين لا تعني بالضرورة الرضى عنهم بل تعني غالبا البحث عن راحة
البال بعيدا عن نقاشات و سجلات لا قيمة لها،،فعموما كلما زاد نضج الانسان
ووعيه كلما اصبح يسامح الاخرين بسرعة دون اكتراث حتى ولو لم يتفق معهم على
نفس المبدأ و الرأي
أثبتت
الدراسات أنّ القدرة على مسامحة الناس والعفو عنهم عند وقوع الخطأ، تمنح
راحة نفسية وجسدية، تنعكس إيجاباً على الصّحة العامة. كما أنّ القدرة على
التعامل مع الغضب من التحديات الحقيقية في الحياة، لكنك تصبح عظيماً في
أعين الآخرين. لكن العفو عن الآخرين ليس بالكلمات فقط، بل يجب أن يكون
نابعاً من القلب. فإنه من غير المفيد التظاهر بالعفو عن الآخرين، واستمرار
حمل الأسى في القلب، لكي لا تكون له آثار مستقبلية سيئة. إذا، يجب على
الإنسان التعايش سلميًا مع الإهانة التي يتلقاها من الآخر، أي أن يتجنب
التفكير في الانتقام مستقبلاً.
إنّ
العفو الحقيقي يزيل عن النفس وزناً ثقيلاً، ويعطي السلوك الإنساني قيمة
أكبر تميزه عن بقية المخلوقات. فالحقد يؤدي مع مرور الزمن إلى أمراض جسدية
تظهر لأسباب نفسية، وبذلك يضر براحة باله وصحته. ومن أبسط ما يمكن لهذا
الحقد جلبه لمن يحمله في داخله، هو إصابته بالقرحة المعدية والصداع وتلف
الأعصاب.
بالإضافة
إلى أنّ العفو عن الناس يريح الضمير، وبالتالي عدم فقدان محبة الناس،
وإدراك حقيقة أنّ الجميع يخطئ. ومن يهمه راحة ضميره يجب أن يعلم أنّ الخطأ
لا ينبغي أن يواجه بخطأ، بل بالعفو. ويجب التفكير بالأمور الجيدة في
الحياة، لأنّ الاستمرار في حالة المواجهة والتحدي يسلبنا هذا الوقت.
إنّ المفتاح الذي يساعدنا على العفو عن الآخر هو عدم إعطاء أهمية كبيرة
للخطأ الذي يرتكبه الآخر، وهذا يساهم في تخفيف وطأة هذا الخطأ علينا،
وبالتالي تصبح القدرة على العفو أسهل.
باحث: المسامحة تعالج الروح وتحمي الجسد
من المعروف أن التقاليد الاجتماعية والدينية في معظم أنحاء
العالم تحض الناس على المسامحة والغفران، ويبدو أن هذه النصيحة لا توفر
الراحة النفسية فحسب، بل ثبت أيضاً أنها تحسن الصحة الجسدية باعتبار أن
الحقد الزائد والغضب والتخطيط للانتقام كلها أمور تزيد التوتر العصبي.
ويقول القس مايكل باري، مسئول الشؤون الدينية في مستشفى لعلاج السرطان
لـCNN، إن المشاعر السلبية من غضب وكره وحقد "تؤثر فعلياً على الصحة
الجسدية وكذلك على الصحة العقلية، وبالتأكيد ستتأثر الأبعاد الروحية
أيضاً."
وألف القس باري، الذي بحث لسنوات في هذا المجال، كتابا يحمل عنوان
"مشروع المصالحة،" وقال إنه الطريق إلى التغلب عن مرض السرطان والحفاظ على
صحة جيدة والوصول إلى السعادة والراحة.
وفي هذا الكتاب، قال باري إن فقدان القدرة على المسامحة هو في الواقع
ظاهرة مرضية وقد تؤثر سلباً على الصحة، خاصة إذا كان المرء مصاباً بأحد
الأمراض المزمنة.
وأضاف باري: "من المثبت علمياً أن التوتر العصبي مثلاً يضر بالجهاز
الهضمي، كما يؤثر على الأوعية الدموية والشرايين، ولكن الأهم أنه يضعف بشكل
كبير نظام المناعة في الجسم."
وينصح باري المرضى الذين يقابلهم بكتابة رسائل يعربون فيها عن رغبتهم
بمسامحة من أساء إليهم بعد شرح أسباب غضبهم ومن ثم قرارهم بالعفو، على أن
يقوم بوضعها لاحقا في حائط بقاعة الصلاة في المستشفى.
ويعتبر باري أن المسامحة فرصة للتخلص من الأعباء النفسية التي يعانيها
الناس، ما يفتح الباب بالتالي أمام معالجة مشاكل الجسد بشكل أسهل.
شاركنا رأيك وكن اول من يقوم بالتعليق :)[ 0 ]
إرسال تعليق
نسعد بالتعليقاتكم