حاكم عجمان خلال زيارته مركز الشارقة لعلوم الفلك:
ننطلق نحو علوم الفضاء لتحقيق الاحتياجات البشري
قال صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم
عجمان، إن الإمارات تنطلق نحو علوم الفضاء باعتباره موضوع الساعة ومستقبل
الاحتياجات البشرية وتنميتها وتطورها.
جاء ذلك خلال زيارة سموه مساء أول أمس مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك
في المدينة الجامعية بإمارة الشارقة، الذي تم افتتاحه من قبل صاحب السمو
الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في
السابع مايو الماضي وتجول سموه في أرجائه واستمع إلى شرح واف من القائمين
عليه لما يضمه من معارض وأجهزة ومختبرات.
رافق سموه خلال الزيارة الشيخ أحمد بن حميد النعيمي ممثل صاحب السمو
حاكم عجمان للشؤون الادارية والمالية والشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس
دائرة البلدية والتخطيط ومعالي الشيخ الدكتور ماجد بن سعيد النعيمي رئيس
الديوان الاميري وسالم بن أحمد النعيمي مستشار صاحب السمو حاكم عجمان لشؤون
التعليم والأعمال الخيرية ويوسف النعيمي مدير عام التشريفات والضيافة
وطارق بن غليطة مدير مكتب صاحب السمو حاكم عجمان وعدد من كبار المسؤولين.
وأكد صاحب السمو حاكم عجمان أن هذا الصرح العلمي والثقافي الكبير يعتبر
عملا جبارا ومفخرة لدولة الامارات عامة والشارقة خاصة وأن هذا الإنجاز يرجع
الفضل فيه إلى رؤية وفكر صاحب السمو حاكم الشارقة التي شملت شؤون وميادين
مختلف مكونات الحياة العصرية والحضارية.
معلم جديد
وقال سموه: إن هذا الصرح سيكون معلما جديدا من معالم الامارات وازدهارها
وتطورها للنهوض بحضارة شعب استطاع أن يثبت للعالم أن هناك عقولا تفكر
وتبدع وتشيد وتبني منارات تضيء الطريق للأجيال للسير قدما على نهج المؤسسين
لهذه الصروح والمنارات.. مشيدا سموه بتنفيذ هذا المعلم الذي يعتبر الاول
من نوعه في منطقة الخليج والشرق الاوسط لما فيه من أجهزة فلكية وفضائية
وتعليمية تناسب مختلف الفئات العمرية، مشيرا الى أن هذا المركز وما يحتويه
من أجهزة قل وجودها في مراكز أخرى.
ونوه بأن المركز سيلعب دورا في دعم الاتجاه العالمي العظيم الذي حققته
دولة الإمارات عندما قرر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس
الدولة، حفظه الله، إنشاء وكالة الفضاء في دولة الإمارات وقرار الدولة
إرسال مسبار إلى المريخ بحلول عام 2021.
وأوضح سموه أن هذا الصرح الكوني العلمي الفضائي سيكون منطلقاً لنشر
الوعي والثقافة الفلكية بين الكثيرين من أبناء الوطن ممن يتصلون بهذا
الميدان بشكل مباشر وأولئك الذين سيسعون إلى التعرف والاطلاع على مكوناته
وآفاقه.. كما سيكون مركزا حيويا وبحثيا وسياحيا لكثير من المواطنين
والمقيمين والقادمين للتعرف على ما وصلت اليه أساليب البحث عن كل ما هو
جديد في علوم الفلك والفضاء.
وكان في استقبال صاحب السمو حاكم عجمان والوفد المرافق له لدى وصوله مقر
المركز الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة مدير مركز الشارقة
لعلوم الفضاء والفلك وعدد من المسؤولين، الذي قدم لسموه نبذة عن مرصد
الشارقة الفلكي الذي يعد مرصداً بصرياً لرصد المجرات والنجوم والكواكب حتى
10 سنوات ضوئية ورصد الشمس والقمر مع أجهزة فلكية متطورة ذات دقة عالية
جداً.
القبة الفلكية
بعد ذلك اصطحب سموه ومرافقوه إلى قاعة القبة الفلكية التي تعتبر أحد
محتويات المركز حيث وجه باسم صاحب السمو حاكم الشارقة جزيل الشكر والعرفان
والامتنان لصاحب السمو حاكم عجمان لتشريفه وزيارته المركز.
وقدم الدكتور حميد النعيمي والقائمون على القبة نبذة من خلال عرض فيلم
توثيقي عن مراحل وخطوات تأسيس المركز بتوجيهات ودعم من صاحب السمو حاكم
الشارقة الذي رسم تصورا لشكل ومحتوى المركز الذي يعد فريدا من نوعه ونقلة
نوعية على مستوى الشرق الأوسط.
كما استمع سموه والحضور الى شرح واف عن المركز الذي يعتبر حديقة تتوسطها
القبة الفلكية وما يحتويه من معارض فلكية وفضائية وفيزيائية تعليمية ومعرض
فلكي متقدم لمشاهدة الكون في أربع حقب زمنية تمثل استكشاف الكون بالعين
المجردة وكيف أن العلماء المسلمين صوروا الكون وما هي الأجهزة التي استخدمت
قديما. كما يضم مرصدا فلكيا متطورا يتكون من ثلاثة تلسكوبات مثبتة على
قاعدة واحدة تتكاتف لتعطي صورة لمختلف الاجرام السماوية من بينها مرصد يختص
بالشمس والنشاط الشمسي وآخر لرصد الكواكب والقمر والاجرام الغريبة وثالث
كبير يختص برصد السدم والمجرات البعيدة ويعول عليه في تدريس مادة الفلك
والفيزياء الفلكية لبرنامج استحدث أخيراً في جامعة الشارقة لتطوير الجانب
البحثي في علوم الفضاء والفلك.
أما بالنسبة للقبة الفلكية التي تتوسط المركز فهي عبارة عن قاعة تتسع
لـ200 شخص تعلوها شاشة على شكل قبة بقطر 18 مترا ونصف المتر وتتألف من
منظومتين متطورتين لآخر تقنيات العرض الفلكي المنظومة الاولى تعرض الكون
والاجرام السماوية والكواكب والمجرات على كامل القبة والثانية عبارة عن
جهاز يتوسط القاعة ويتيح عرض عدد هائل من النجوم يتجاوز 10 ملايين نجم وهو
أداة بصرية مثالية للدراسات الفلكية والفضائية فضلا عن عارضات الشمس والقمر
والكواكب مباشرة امام الحضور حيث تم خلال العرض الذي شاهده سموه عاصفة
عملاقة على أحد جوانب الشمس يقدر حجمها بأكثر من عشرات المرات مقارنة
بالأرض.
عروض فضائية
ويتضمن برنامج القبة الفلكية عشرة عروض فضائية وفلكية تناسب مختلف شرائح
المجتمع باللغتين العربية والانجليزية حيث شاهد سموه والحضور عرض فيلم
بعنوان «دين القيمة» من تأليف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد
القاسمي، وهو فيلم وثائقي عالمي لقصة خلق الكون بداية من الانفجار الكبير.
واطلع سموه بعد ذلك من القائمين على المركز على فكرة الحديقة الفلكية
التي تمثل مدارات المجموعة الشمسية في الباحة الخارجية للمركز لتشكل منظرا
رائعا وواقعيا ويمكن للجمهور الزائر الجلوس فيها وتأمل الكواكب وأحجامها
ومداراتها بعد افتتاحها أمام الزائرين في وقت قريب.
المعرض الفلكي
وتجول صاحب السمو حاكم عجمان في أرجاء المعرض الفلكي الذي يحتويه المركز
واستمع على شرح واف من الدكتور حميد مجول النعيمي مدير المركز والقائمين
على المعرض الذي ضم أربع مجموعات عبرت عن تطور الفلك عبر العصور المختلفة
ابتداء من المفاهيم الاولى وأدوات الرصد البدائية التي استخدمها الأجداد
منذ مئات السنين لرصد الأجرام السماوية وعبورا إلى علم الفلك المستند إلى
المعرفة الاولية لسلوك الضوء والمتمثل بالانكسار والانعكاس حيث كانت حقبة
فريدة اخترعت فيها التليسكوبات الفلكية .. اما المجموعة الثالثة فهي تعبر
عن الفهم المتقدم للإنسان والفيزياء والسلوك الاعمق للضوء والامواج
الكهرومغناطيسية المختلفة حيث تمكنا من خلال المئة عام الماضية من فهم
النجوم والسدم والمجرات وبدأت بفضل هذه التقنيات رسم سيرة حياة نجم منذ
ولادته وحتى موته. فيما تحاكي المجموعة الرابعة الجانب الكوني من علم الفلك
المعروف بالكوزمولوجيا الكونية التي تتعرض لنظرية النسبية ومفاهيم المكان
والزمان والثقوب السوداء وكذلك نظرة الاوتار الفائقة.
وانتهت الجولة التفقدية لسموه أمام صورة كبيرة لكوكب الارض حيث يعلو المكان نموذج كبير ودقيق لمحطة الفضاء الدولية.
شاركنا رأيك وكن اول من يقوم بالتعليق :)[ 0 ]
إرسال تعليق
نسعد بالتعليقاتكم